الاثنين، مايو 24، 2010

كاتب المقال :

أم البنين
بتاريخ :
08-04-2010


8 -  فهم الآباء لنمو الخصائص الجنسية الأولية والثانوية :
        العلامة الأولى للبلوغ بين الذكور عادةً ما تكون النمو التدريجي لوعاء الخصيتين ( الصفن ) والخصيتين معاً مع ظهور التجعيد على الصفن ويصبح كيس الصفن قاتم اللون ويبدأ شعر العانة في الظهور في هذا الوقت تقريباً أو بعد ذلك بقليل كما يحدث زيادة من حيث الطول والحجم لعضو الذكورة وعلى الرغم من أن هناك اختلافات فردية بين المراهقين إلا أننا عادةً ما نلاحظ قدرة المراهق على القذف المنوي الأول بعد عام من ظهور أوجه النمو سابقة الذكر .

        ونمو الخصائص الجنسية الثانوية يتبع نفس التعاقب بين جميع المراهقين تقريباً فشعر الإبطين يظهر عادةً بعد ظهور شعر العانة ويصاحب ذلك ظهور شعر الوجه ونموذج ظهور شعر الوجه ( الشارب والذقن ) عادةً ما يكون في صورة ظهور شعيرات دقيقة في البداية على جانبي الشفة العليا وبعد ذلك ينمو الشعر على الشفة بأكملها ويظهر الشعر فيما بعد على الخدين ويبدأ بعد ذلك في النمو على طول جانبيّ الذقن وأسفلها كما أن شعر الجسم ( الصدر والأرجل ) يبدأ كذلك في النمو في نفس الوقت الذي ينمو فيه شعر الإبطين إلا أنه قد يستمر حتى نهاية فترة المراهقة والاختلافات الفردية في كمية الشعر التي تظهر ترجع بصورة كبيرة إلى العوامل الوراثية إلا أنه قد تكون هناك أسباب تعجل أو تأخر نمو شعر الجسم ولكنها مازالت غير معروفة حتى الآن .

        كما أن الحنجرة تصبح أكبر في حجمها ويحدث نمواً للأحبال الصوتية كما يحدث في نفس الفترة انخفاض تدريجي في طبقة الصوت إلا أن هذا الانخفاض ليس ثابتاً مطرداً مع ذلك وعموماً فإن طبقة صوت الراشد عادةً لا تكتمل إلا بنهاية فترة المراهقة المتأخرة كما أن جرس الصوت ( وهي النوعية التي تمكنا من تمييز الأصوات من نفس طبقة الصوت من أخرى ) يعتمد على حجم تجويف الفم والأنف وتغير الجرس يحدث كلما ازداد حجم الفم والأنف أثناء فترة البلوغ .
9-   كما يجب على الوالدين أن يقيما جسوراً من الحب والثقة مع ولدهما وأن يصارحاه بالمعلومات الضرورية التي تقيه من مثل هذه الأخطار منذ سن العاشرة أو قبلها كما يجب سد حاجاته من حلوى ولعب وغيرها حتى لا تكون هناك فرصة لأحد المنحرفين في جذبه إليه .
10- يحتاج الأبناء من الآباء  الرعاية المستمرة والحوار المتواصل . ولا تتوقف التربية الجنسية على إلقاء بعض الأوامر والتوجيهات والنصائح مرة واحدة على شكل تعليمات وبذلك يعتقد الآباء بأنهم قاموا بدورهم فى تربية أبنائهم جنسيا وعلمياً على أكمل وجه ، ولكن التربية وخاصة التربية الجنسية تحتاج إلى معايشة وود باستمرار حتى يستطيع المراهق أن يسأل دون حرج .


ثانيا : دور المعلم أو المعلمة فى  التربية الجنسية :
    1 - تتاح الفرصة في المرحلة الإعدادية والثانوية أمام المعلم أو المربى كي يقوم بالتربية الجنسية على نطاق أوسع وأحسن فالتلميذ تكون لديه القدرة على هضم الكثير من الحقائق والمعلومات التي تقدم لديه ومن الممكن أثناء دراسة بعض المواد كعلم الإحياء مثلاً أن يزود المدرس التلاميذ بكثير من الحقائق المنظمة عن التناسل والواقع أيضاً أن بعض المواد أنسب من غيرها في ذلك فالإحياء تعد من أنسب العلوم في ذلك وليس ثمة صعوبة أمام مدرس الأحياء لتزويد التلاميذ بحقائق الجنس ولذلك نتيجة قيامه بتشريح بعض الحيوانات أمام التلاميذ وإعطائهم معلومات عن الموضوعات الجنسية عند الإنسان غير أن بعض المدرسين قد يشعر بالحرج في التحدث في مثل هذه الموضوعات وقد تبدو عليه مظاهر الاضطراب وقد يصبح هذا الحرج أو الاضطراب عقبة في قيامه بعمله على خير وجه .
المعلم قدوة فى كل تصرفاته وأفعاله وليعلم أن ما يأخذه تلاميذه منه بالتقليد أكثر مما يسمعونه منه وخاصة فى السلوكيات العملية والاجتماعية .
وليعلم المعلم أن التربية كل متكامل فلا نهتم بحشو المخ بالمعلومات من غير أن نضع لها الأساس الخلقى فالأخلاق أفضل من العلم .
توفير بعض الوقت أثناء الدراسة لفتح الحوار حول تسائلات الطلاب وخاصة التساؤلات الجنسية والنمو الجسمى ولا يسبب المعلم إحراج لمن يسأل .
اهتمام المعلم بالقراءة وزيادة المطالعة فى جوانب التربية تساعده على توصيل معلومته بيسر وإقناع  .


ثالثا : توجيهات للأبناء :

تعليم الأبناء بعض آداب الإسلام المتصلة بالناحية الجنسية مثل :
-   تنفيره من النوم على بطنه وتعريفه بحديث أبي هريرة : " مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل مضطجع على بطنه فغمزه برجله وقال : " إن هذه ضجعة لا يحبها الله عز وجل " ( أحمد ) .
-   تعليم الولد آداب الاستئذان وكيفية الدخول على الوالدين وقت النوم أو الراحة فالطفل الذي بلغ سن التمييز (أي حوالي سن السابعة ) عليه أن يستأذن في أوقات ثلاث هي : ( بعد صلاة العشاء وقبل  طلوع الفجر ووقت القيلولة من الظهيرة ) أما من وصل إلى سن البلوغ فعليه أن يستأذن في كل الأوقات .
-   التعود على ستر العورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت " ( الحاكم في المستدرك ) .
تدريبه على آداب الزيارة والمحافظة على حرمات البيوت فلا يدخلها إلا بعد الاستئذان والسلام على أهلها وغض البصر وغير ذلك .
كما نعرف الصبي بأن إشباع الدافع الجنسي مرتبط بالزواج وأن الزواج متوقف على استقلاله الاقتصادي وتدريبه مهنياً منذ صغره ونمو روح المسئولية لديه ونسوق لهم القدوة في ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نشأ على الإباء وحب العمل والاعتماد على النفس وممارسة المسئولية حيث شارك عمه أبا طالب هموم العيش وطلب الرزق منذ سن الثامنة ونفعل مثل ذلك مع البنت لتهيئتها لمرحلة الزواج والإنجاب وما يجب عليها نحو زوجها وتربية أولادها .  



رابعا : بعض المشكلات السلوكية وعلاجها :

- شبكة المعلومات العالمية ( الإنترنت )
يعد الإنترنت من أهم الوسائل الثقافية والإعلامية فى عصرنا الحالى ، ولا نستطيع أن نمنع الأبناء عن هذه الوسيلة بحجة أن فيها الفساد أو الخطر على الأخلاق . فكل شى فيه فائدة يكون فيها الخطر أيضاً مثل النار لا نستغنى عنها ولكنه قد تحرق ، والكهرباء كذلك وغيرها . ولكن الواجب قبل أن نضع شخص فى البحر نعلمه السباحة . ولا نلقيه فى الماء ثم نقول له قوانين السباحة ففى هذه الحالة لا تفيد وسوف يغرق . وكذلك بالنسبة للإنترنت فإذا وجد البناء الخلقى مكتمل لدى الأبناء كان من السهل عليهم التميز بين ما هو مفيد وماهو ضار من خلال المحك الداخلى لهم .

- القنوات المرئية والفضائية :
لقد تعددت القنوات التى تعرض العديد من الفتن للكبير والصغير وأصبح ولى الأمر يعد وجود مثل هذه الأشياء من أساسيات المنزل ، ونسى التأثير الخطير لها خاصة على المراهقين من خلال تحريك الغرائز ، والأدهى من ذلك أن يجد بعض الأبناء آبائهم يشاهدونها وفى نفس الوقت ينصحون بعدم مشاهدتها ، وهنا تكون المشكلة حيث فقد الثقة ومحاولة التقليد الأعمى لما يعرض . ولذا على الآباء أن يكونوا قدوة للأبنائهم ، ويشغلوا وقتهم ووقت الأبناء بما يفيد ولا يضر .

- المذكرات الجنسية :
        فيميل بعض المراهقين إلى تداول موضوعات أو مذكرات جنسية تكتب أحياناً بألفاظ غير مهذبة وقد دلت التجارب على أنه كلما بكرنا بتعليم الطفل والمراهق حقائق الجنس كلما قل تداول هذه المذكرات بين التلاميذ وقد تصبح هذه المذكرات موضع تندر بين المربين أنفسهم والواجب أنه إذا تبين للمدرس خطأ هذه المذكرات وتداولها بين التلاميذ أن يوضح الخطأ في المعلومات التي بها وأن يزود الطفل بالمعلومات الصحيحة وأن يتخلص منها أمامهم فيكون موقفه موقف المربي .


الكتب السوقية :
        التي تعالج الجنس لمجرد الإثارة يجب أن يكون موقفنا منها صريحاً وأن ندعو لمصادرتها ، وتوفير الكتب العلمية المناسبة لهذه الجانب الثقافى ، مع الحرص على عدم الإجبار فى فرض رأى أو فكرة المراهق مقتنع بها  لأنه يولد العناد والرغبة فى التجريب ويكون الحوار موضوعى ومقنع للجميع   .
الرسوم الجنسية :
        وهي مشكلة تكاد تكون عامة بين التلاميذ كالرسم على الحائط وفي دورات المياه والواقع أن مثل هذه الأماكن ليست صالحة للرسم كما أنها قد تربط الجنس بأفكار أو روابط غير سليمة لذلك يحسن أن تكون حوائط دورات المياه من القيشاني كما أنه إذا ما لمسنا في الطفل ميلاً إلى رسم الصور العارية يمكن للمدرس أن يوجهه بحكمة إلى الوجهة التي تجعل الطفل يتذوق الناحية الفنية والجمالية في الرسم بدلاً من أن يصبح الرسم نفسه وسيلة في نظر الطفل للاستثارة الجنسية .
العادة السرية :
        أحياناً يلجأ الأولاد في بداية المراهقة إلى التعرض بصورة أو بأخرى مباشرة أو غير مباشرة لموضوع العادة السرية وهو الموضوع الذي يشغل بالهم . وهنا وجب على الآباء والمربين توصيل التربية الجنسية لأبناء بصورة صحيحة بعديدة عن النقص أو القصور فى المعلومة حتى لا يضطر المراهق للبحث عن الإجابات الخارجية والتجريب حتى يشبع رغبته فى المعرفة . ولكن إذا اقتنع المراهق بالموضوع وخطورة تجريبه أصبح محصن ضد الوقوع فى مثل هذه الأخطار .
ومثال نسوقه لهم وهو هل تعلم أن السم يميت من يشربه ؟ فتكون الإجابة نعم . فهل يتطلب الأمر منا التجريب بعد ذلك . فتكون الإجابة لا . وكذلك العادة السرية فإنها تضر من يفعلها ولا تحتاج إلى تجريب حتى نتأكد من خطورة هذا الأمر .

0 التعليقات:

إرسال تعليق