الاثنين، مايو 24، 2010
| ||||||
في غابة بعيده ..اشجارها كثيره ..أزهارها جميلة ..حيواناتها سعيدة كان يوجد قنفذ وحيد حزين يقف بعيدا عن بقية الحيوانات التي تخرج للعب تحت اشعة الشمس الذهبية لا يستطيع أن يقترب منهم وهم يتقاذفون الكرة حتي لا تسقط علي شوكه الكثيف فتنفجر فيضجر منه اقرانه وحين كانوا يتسابقون في البحيرة الزرقاء كان يقف ايضا بعيدا لا يقفز مثلهم في الماء ولا يسابقهم لأنه يعرف أنهم حين يلمسون جلده الممتلئ بالشوك الحاد مثل المسامير القوية سوف يجرحون أيديهم ويسيل منها الدماء وسوف يهربون منه بعيدا بعيدا وهم يتضاحكون علي جلده المملوء بالشوك. وكل يوم وحين يميل قرص الشمس الي الاحمرار كانت الحيوانات الصغيرة في الغابة الكبيرة تعود الي بيوتها سعيدة مسرورة بأوقات اللعب والمرح وكان القنفذ يعود وحيدا حزينا لأنه بلا اصدقاء يلعبون معه ،يظل طوال الطريق يبكي وهو يتساءل :لماذا خلقت بهذا الشوك وحدي؟؟لماذا لم اكن كالنعامة لي ريش ناعم أو كالطاووس يتلون ريشي تحت اشعة الشمس او حتى كالأرنب لي جلد ابيض جميل ؟! ظل القنفذ أياما في منزله لا يخرج ولا يرى أحدا وكان يحزنه أن احدا لم يفتقده ولم يسأل عنه او يرسل له طعاما ليأكله وعندما نفد ما عنده من طعام قرر ان يخرج ليجد شيئا يأكله وما أن فتح الباب حتى وجد ضوضاء شديده ..ووجد جميع حيوانات الغابة مجتمعين ووجوههم يبدو عليها الفزع والخوف فاقترب القنفذ منهم ليعرف ما الأمر فسمع من بعيد أحد الحيوانات يقول :إن هذاالصياد لن يدع أي حيوان إلا ويقتله ،وسمع حيوانا آخر يقول أن مع الصياد بندقية ضخمة تطلق النار علي من يقترب منه ،وهمس أخر لقد أصاب الأسد إصابة بالغه !! قال القنفذ لنفسه أن الأمر خطير جداً إن الصيادين يقتلون الحيوانات ليأكلوها أو يستخدموا جلودها وأنيابها لابد من طرد هذا الصياد من الغابة بأي طريقة – في هذه اللحظة فكر القنفذ في حيلة ينقذ بها حيوانات الغابة من بندقية الصياد الضخمة -ولكنه توقف وقال :ولماذا علي أن أنقذهم ،إنهم ليسوا اصدقائي ولا يدعونني للعب معهم !! وقرر القنفذ أن يتركهم كما تركوه ولا يهتم بشأنهم كما لم يهتموا بشأنه وذهب إلي بيته لينام . لكن القنفذ لم يستطع النوم وسمع صوتا من داخله يقول له :كيف ستنام وهؤلاء جيرانك وأقربائك معرضين للخطر ؟كان الصوت قويا ومؤثراً فدمعت عينا القنفذ ونهض من فراشه وهو يدعو الله أن يرشده إلي حيلة لطرد الصياد من الغابة وبينما هو يفكر ضحك ضحك القنفذ ضحكة عالية و هو يقول :نعم ..نعم وجدتها !! في منتصف الليل نهض القنفذ من فراشه متعجلا وفي دقائق معدودات كان يقف أمام بيت الصياد لينفذ خطة محكمة رسمها في خياله ،انسل القنفذ إلي فراش الصياد وبدأ يخز الصياد بشوكه المؤلم فاستيقظ الصياد متألما فزعا وأخذ يبحث عن هذا الشئ الذي يؤلمه لكن القنفذ الشجاع اسرع بالإختباء فعاد الصياد إلي فراشه محاولا النوم مرة أخرى لكن القنفذ عاد من جديد لوخز الصياد بشوكه وهكذا حتي اصبح الصباح . خرج الصياد إلي الغابة وهو في قمة غضبه وأخذ يصرخ في الحيوانات التي اختبئت قائلا:لقد ارسلتم الي حيوانا ليمنعني من النوم لكني سوف اقبض عليه واقتله !اندهشت الحيوانات من كلام الصياد ولم يعرفوا من هو الحيوان الشجاع الذي ذهب ليطرد الصياد لكن القنفذ الشجاع الذي كان مختبئا في ملابس الصياد لم يهتم بكلامه وصياحه وعاد من جديد لوخز جسم الصياد بشوكه الحاد كالأبر فأخذ الصياد يقفز هنا وهناك متألما محاولاً أن يمسك القنفذ لكنه لم يستطع . اخذت الحيوانات تضحك علي الصياد وهو يقفز متألما وتشجعت وبدأت في مطاردة الصياد الي خارج الغابة وعند أبواب الغابة قفز القنفذ من ملابس الصياد لتفاجئ جميع الحيوانات أن القنفذ هو الحيوان الشجاع الذي طرد الصياد !! اصبح القنفذ بعد هذه الحادثه صديقاً للجميع وكان يفخر كل يوم وهو يرى حيوانات الغابة تشير الي شوكه الكثيف وتقول :لولا هذا الشوك لكنا في قبضة الصياد . |
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق